للكاتب : أمير السكرى
(احنا بنشترى راجل) هذه العباره الجذابه التى من المفترض أن تحمل معنى وهدف نبيل لكنها فى الغالب الان تمثل إحدى اعظم ايقونات الخداع فى مجتمع الارتباط والزواج مع كامل احترامى للقله التى تنشد فى هذه المقوله بشكل حقيقى قيمه وهدف أسمى ‘
فيومك الاول عند من تتقدم لخطبتها تشعر معه انك فى واقع مثالى قوامه المبادىء وتجد وقتها ابهى الجمل والكلمات الرنانه والتى تشعرك بأنك بصدد عمليه ارتباط مثاليه ولكن فى الزيارات الأخرى تكون قد تبخرت هذه المعانى والمبادىء فوقتها
انت فى عمليه أشبه بالتجاره وتصبح الماديات هى عنق الزجاجه بالنسبه لإكمال مشروع الارتباط والتجارب شاهده على ذلك وعلى التغير الجذري الحادث فى منظومه الارتباط وحديثى هنا ليس معناه إهمال الحقوق الماديه الفتاه مقابل شراء رجل!!
ولكنى اقصد التوازن وتيسير الامور قدر المستطاع فمن غير المعقول أن تسمع عبارات جذابه فى اليوم الأول مثل (احنا اخر حاجه بنفكر فيها الفلوس !)( اهم حاجه عندنا الاحترام والصدق!) و اليوم التالى تكون عباراته كالتالى (على قد  لحافك مد رجليك) (وبين البائع والشارى يفتح الله) (دى بنت عمها مدفوع فيها ٣٠٠٠٠ الف جنيه)
واذا عثرت على نفسك لمونه لكى تتقبل هذه المفأجات فمرحبآ بك فى طريق الانفصال السريع وانظروا الى كم (فركشات) الخطوبه وكذلك الطلاق فى هذه الأيام فستجدوا ارقام واحصائيات مفزعه جدا
حتى أننا يمكن اطلاق لقب (البطل) على من يحافظ على ارتباطه الان سواء خطوبه او زواج دون انفصال ولا ادعى أن الماديات هى أساس المشكله وانما جذورها الاصيله هى حاله من التردى الكامل بمنظومه القيم والمبادىء يدفع ثمنها المجتمع فى اتجاهات كثيره ومتنوعه
فمتى نطلق رصاصه الرحمه على شباب انهكم اساءه استخدام المجتمع للتطور وكذلك تدنى القيم ؟؟
والغريب فى الأمر ان الظروف الاقتصاديه الصعبه الحادثه فى السنوات الاخيره لم تغير الوضع وبات شراء هذا الرجل المسكين ! معتمدآ ايضا على جيوبه الدافئه ولم نجد الا قله من المجتمع تحدث توازن فى الأمر وبالفعل هؤلاء هم من يشترون الرجل حقآ دون شعارات وجمل رنانه تذهب كالسراب
وبأختصار شديد اقول إن واقع الارتباط الحادث الان بغالبيته و الذى يحمل كافه انواع الخداع والتزييف والذى يستند أما على ثقافه الجهل والموروثات الخاطئه وعباده التقاليد أو على فلسفه التطور والحداثه وماتفرضه من إجراءات استثنائية على الشاب تكون نتائجه مؤلمه فإما أن نجد من ينفصل سريعآ فى فتره خطوبته وربما لا تتم من الاساس أو نجد ساحات محاكم الاسره تعج بالاف قضايا الخلع والطلاق!
وتذكروا دائما أن العلاقات المزيفه البعيده عن القيم والمبادىء والصدق والروحانيات لا تقيم علاقه ارتباط ناجحه ابدآ فنهايتها أمر مقضيآ حتى لو بعد حين
خلاصه القول إن منظومه الارتباط والزواج فى مصر بغالبيتها أشبه بفيلم سينمائى هابط فلا تقبل أن تكون فردآ فى فيلم مضمون فشله فيلمآ ذو سيناريو باهت يتحايل القائمين عليه لامراره .
محرر نشر المقاله بالجريده
max-mido-227*1244